

حياة الدكتور داهش الرسوليَّة
الطفل المعجزة:
في القدس , مدينة الانبياء , ولدَ الدكتور داهش , في مطلع حزيران سنة 1909
والده موسى الياس اليشي (نسبة الى اليشع النبي) ,و والدته شموني ابنة حنا مراد كانون .عاشا , قبل زواجهما , في ما بين النهرين , الاب في بلدة افسس , و الام في بلدة ازخ, اعتنق موسى البروتستانتيَّة الانجيليَّة ، وأَنشأَ مدرسةً ، في مسقط رأْسه ، انصرف فيها الى تعليم الناشئة بنفسه .
وكانت شمُوني إحدى تلميذاته ، فاجتذبَت نظرَه باستقامتها وصلابتها وذكائها ، فمال قلبُه اليها ، واقترن بها ، بعد أن اعتنقَتِ البروتستانتيَّة بدورها . ثمَّ رحَلا الى فلسطين عام 1906 ، في ظروف خطرة ومؤلمة ، وسكَنا في القدس ، وهناك حُرِّفَ اسمُ العائلة من (أَليشي ) الى (العشِّي ) مثلما يجري في كثيرٍ من الأَسماء .
ووُلِدَ لهم صبيّ بعد ثلاث بنات . أسمياه سليم.
وما ان أخذ الصبي يدرج, حتى ترك والداه القدس الى حيفا. وعام 1911 انتقلا, مع أولادهما , الى بيروت, حيث سكنوا في حي المصيطبة, بملك جرجي ناصيف.
وهكذا اصبحت الاسرة النازحة عربية اللسان, بروتستانتية المذهب, وبعد عشرة أعوام ستُصبح لبنانيَّة الجنسيَّة.
المعجزة الأولى: في المهد تكلَّم:
كان الطفل ما يزال في المهد , عندما اصابه مرض عضال . فقلق عليه والده الذي كان يعمل في مطبعة الجامعة الاميركية ببيروت, و اتصل بطبيب اميركي اسمه الدكتور سميث. فحضر, و وجد الطفل في غيبوبة , فعالجه بالعقاقير حتى يستردّ وعيه , لكنه فشل. و اذ بدء اليأس يتسرَّب الى نفس الام , و هَمَّ الطبيب بالإنصراف , نهض الطفل فجأة , و قد شفي بصورة عجائبيَّة , واخذ يتحدَّث الى الطبيب الاميركي , بالانكليزية بطلاقة عجيبة, ذاكراً له الدواء الذي كان عليه ان يعالجه به؛ علماً بأن الطفل ابن الاعوام الثلاثة لم يكن ليجيد الكلام حتى بالعربية. فكان عجبُ الطبيب أعظم من عجب والديه فسأل الطفل: ” ولكن كيف عرفت الداء والدواء؟” فأجابه:”أنا دواء كل داء.” فازدادت دهشة الطبيب و لكنه لم يفهم شيئاً من حقيقة الطفل, و راح يحدِّث معارفه بما رأى و سمع.
تكلُّمه بالهندية:
بينما كان رجال مُسنُّون واقفين في محلة المصيطبة ببيروت، يتحادثون , اذا برجل غريب يمرُّ فيطرح عليهم اسئلة بلغةٍ لم يفهموها , فيلتف الناس حوله , يحاولون التفاهم معه , دونما جدوى.
و اذا بصبي في حوالي الخامسة من عمره , يدخل بينهم , متقدِّما الى الرجل الغريب الزيّ و اللسان, و يروح يحدِّثه بطلاقة باللغة نفسها التي كان يتكلّم بها. و تبدو علامات السرور على وجه الغريب, فيشكر الطفل ويمضي في سبيله, بينما تأخذ الدهشة الناس ؛ فيسألون الطفل كيف استطاع ان يتفاهم معه, و بأيَّة لغة؟
فيجيبهم: “إنه هندي ضلَّ الطريق, فهديته اليها.”
فيقولون له متعجبين:
– كيف استطعت هدايته الى الطريق الصحيح وأنت ولد صغير تجهل الطرق ولا تجيد الكلام حتى بالعربية؟
فيجيبهم:
– انا الطريق, وأنا الهداية.
و يسأل الناس المدهوشون الصبي عن اسمه , فيعرفون انه سليم العشي.
الصيد الاعجازي:
روى السيد انطوان بارود انه , بعيد الحرب العالمية الاولى , قصد شاطىء بيروت , صباحا , يبتغي صيد السمك . فأمضى ساعات و هو يلقي شبكته , في البحر , ثم يخرجها فارغة.
و فيما هو يهمُّ بالعودة الى منزله , يائساً , اذا بصبي في حوالي الحادية عشرة من عمره , يقفز على رمال الشاطىء متقدِّما اليه. فنصحه بأن يلقي شباكه في مكان عينه له , لكن الصياد رفض , مؤكدا انه القى شباكه في المكان نفسه مراراً , كما القى شِصَّه تكراراً, و لم يظفر بشيء.
و اذ الحَّ الصبي عليه, القى السيد بارود شِصَّه اولاً ثم شبكته, فكان الصيد وافراً. و اعاد الكرة ,مراراً , فكان يخرج بصيد وافر , كل مرة ,حتى استولت عليه الدهشة. وكان الصبي جاره في محلة المصيطبة, لكنه قلَّما كان يلتقيه. فتذكَّر اذ ذاك تكلّمه بالهندية قبل بضع سنوات, وأخذ يتتبَّع اخباره باهتمام.
الشفاء العجائبي:
فيما كان المسيحيون من اهالي محلة المصيطبة يحتفلون بعيد مارالياس (ايليا النبي) سنة 1920 , اذا بأحد الصبية يذهب و يجيء بسرعة , على دراجة , بين الناس, في الشارع. و فجأة يحدث له اصطدام , فيسقط ارضا , و يجرح , وتصاب دراجته بالتواءات؛ فيأخذ بالعويل.
ويهرع الناس نحو الجريح وهو يبكي ويستغيث, فيُمرُّ يده عليه قائلا له:
– قُم , و اذهب الى بيتك بسلامة. شُفِيَت جروحك بإذن الله.
وكان شهود هذه الخارقة كثيرين , بينهم افراد من آل بارود وآل الاشقر وآل بيضا. وقد ظلوا يتحدَّثون بها طويلاً وهم في حيرة وبلبلة من أمر القوة العجائبية التي يتمتع بها الفتى الذي يسكن حيَّهم.
اليتيم المعذب:
في 25 كانون الاول سنة 1920 , توفي والد الطفل المُعجز, بعد ان اصيب بالسل, و اعيا داؤه الأطباء , فدُفن في مصح هملن , في الشبانية (لبنان).
فوضع سليم و شقيقته الصغرى انتوانيت في مدرسة للأيتام تابعة للإرسالية الامريكية في غزير, احدى قرى لبنان.
لكن الصبي ساءت صحته , بعد مضي اشهر قليلة , فترك المدرسة , و كان اخر عهده بها.
و قد لازمه داء الربو حوالي ثلاث سنوات, حتى قارب الموت , لكن العناية الالهيَّة انقذته و عافته.
و روى رفاقه ومعلموه ـــ منهم جورج شيخاني وحبيب كوراني ـــ معجزات و نبوءات كثيرة قام بها, في المدّة القصيرة التي امضاها بينهم.
الفتى الشغوف بالمعرفة:
كان سليم شغوفا بالمعرفة ,لكن وضع اسرته الاقتصادي لم يسمح له بمتابعة دروسه في مدرسة كبيرة , و لا بإبتياع الكتب. فما ان تحسنت صحته مع بداية عام 1923 , حتى اخذ يستأجر الكتب من المكتبات ,فيطالعها و يطيل السهر عليها . فحصَّل مع الزمن معرفة واسعة شاملة بنفسه دونما استعانة بأحد. وفي 7/3/1923, حصل سليم على تذكرة هوية الجنسيَّة اللبنانيَّة, بعد ان حازتها والدته قبل عامين.
عينان تشعان نوراً:
ذات ليلة من عام 1923, اطال الفتى العجيب سهره , في منزل خالته بالقدس , وهو يطالع احد الكتب المقدَّسة. فما كان من خالته الأُميَّة إلاَّ ان اسرعت و اطفأت قنديل الكاز الذي يستضيء به, ودعته الى النوم , حرصاً على صحته و على زيت الانارة.
امتثل الفتى لرغبتها .لكن , لم يمضي هزيع من الليل , حتى استيقظت الخالة , فرأت نورا يضيء زاوية الغرفة , و الفتى جالس يقرأ. فنهضت مغضبة , و في نيتها اطفاء القنديل و إخفاؤه , و ايقظت زوجها , ليؤدِّبا معاً الفتى العاصي.
لكنهما سرعان ما تسمَّرا في الارض مشدوهين , مذعورين , اذ كان القنديل غير مضاء , و نورٌ ساطعٌ غريب يشع من عينيِّ الفتى العجيب.
لم يفهما من الامر شيئا , و لم يحصِّلا منه الا الخوف . فإتَّصلا , عند الصباح , ببعض رجال الدين المسيحيين ,و شرحا لهم ما حدث للفتى . فأكَّد رجال الدين لهما ان ” مسَّاً شيطانياً ” قد اصابه , و ان الكتاب الذي يطالعه قد يكون تلَّبسَهُ روح شرير.
عادت المرأة و زوجه الى المنزل , و الفتى غائب , فبادرا الى الكتاب الذي كان يطالعه , و احرقاه في احدى زوايا المنزل.
و ما ان عاد الفتى حتى طالبهما بالكتاب , فأنكرا على ان يكونا على علم به . فتوجه غاضباً الى حيث آثار الرَّماد , وضرب بيده عليها, فإذا الرَّمادُ يتكوَّن كتاباً كما كان.
و شاع الخبر في الجوار , زارعا في نفوس الناس الجاهلين الخوف من الفتى الخارق.
مشيه على الماء:
بدءاً من سنة 1926 , اخذت عجائبه تتكاثر , ويزداد شهودها . و في عيد مارالياس , من هذا العام , صنع خوارق كثيرة امام جمع غفير , في بيروت, حتى اصبحت اخبار مُعجزاته موضوعا يومياً في احاديث الناس.
ثم انتقل الى بيت لحم .و ذات يوم , كانت ضفاف برك النبي سليمان التي تقوم قرب المدينة التي شهدت ولادة المسيح , تغصُّ بالروَّاد و المتنزِّهين ,و فيهم كثيرون من السريان , بينهم السيد كوريه ملكي عبدالله. و كان الفتى المُعجز حاضراً . فذكر احدهم مشي المسيح على الماء , فقال الفتى الخارق:
– ماذا تقولون عني ,إذا مشيت فوق ماء البحيرة ذهابا و ايابا؟
فإستعظموا الامر , و استبعدوه.
و على التو , بدأ يسير على صفحة الماء رويداً رويدا , كأنَّما يسير على الارض, حتى اجتاز البحيرة كلّها , ثم عاد ادراجه الى نقطة انطلاقه.
و فحص الشهود المشدوهون الكثيرون حذاءه , فوجدوه غير مبلَّل, فإزداد عجبهم . و سأله كوريه عبدالله كيف حدث ذلك؟ فأجابه:
– انا اسير فوق المياه كما اسير على اليابسة.
الفتى المؤدب:
ما ان بلغ الفتى العجيب الرابعة عشرة من عمره , حتى اخذ يشفع خوارقه التي يصنعها , في مدن فلسطين , بتقريعه رجال الدين على انحرافهم عن تعاليم المسيح, و اتجارهم بتعاليمه المُقدسة , و بفضحه سلوكهم الشائن و اعمالهم الخفيَّة المنكرة , داعيا الصبية الكثيرين الذين كانوا يلتفون حوله , الى عدم الانخداع بأقوالهم؛ حتى بلغ ذروة حملته عليهم , في بيت لحم , سنة 1927 , فضجَّ الكهنة منه , واستعدوا عليه رجال الشرطة . و كان رجال الدين يتهدَّدونه في كنائس بيت لحم , و يتوعَّدون كل من يتردَّد اليه, مُحذرين الشعب منه . لكن خوارقه كانت تزداد, و نفوذه في الناس كان يتعاظم , على صغر سنه ,لان الله ايده بسلطانه.
داهش الناس:
ما ان ناهز الفتى الخارق العشرين من عمره , حتى اخذ يلتف حوله عدد من المثقفين الفلسطينيين ممن مالت قلوبهم الى الامور الروحيَّة, فتتلمذوا له . و كان بينهم الشاعر مطلق عيد الخالق , و الوجيه توفيق العسراوي.
و ذات يوم من سنة 1929 , أُلهم الفتى العجيب بأنه يجب ان يغير اسمه , و يتخذ اسماً روحياً , و بانه سيُعطى الاسم الجديد عن طريق القرعة. فأخبر تلاميذه بذلك , فعمدوا الى كتابة اسماء كثيرة , على قصاصات من الورق , ثمَّ طووها و خلطوها . و اختار (سليم) واحدة منها , فإذا فيه اسم (داهش). لقد اراد الله أن يُعرف رسوله , من بعد بهذا الاسم الروحيّ , و به تشيع عجائبه بين الشعوب , ليكون داهش الناس . ورافقه لقب “دكتور” مثلما رافق لقب “الحكيم” سليمان النبي. وبذلك تحقَّقت نبوءة أشعيا النبي القائل:” لأنه قد ولد لنا ولد, اعطيَ لنا ابن, فوضعت السيادة على عاتقه, وسيلقب بالعجيب المشير [ داهش الحكيم ], جبَّار الله, الأب الأبدي , أمير السلام.”(أشعيا6:9).
مُعجزة يونان النبيّ:
بعد ان اتَّسعت شهرة داهش , و تناهت اخبار مُعجزاته الى المحافل العلميَّة في باريس , ارسلت اليه جمعية المباحث النفسية الفرنسيَّة تستضيفه على نفقتها. فسافر اليها برفقة شقيقته انتوانيت, وذلك على يقينه ان تلك الجمعية وغيرها ممَّا يماثلها بعيدة عن فهم الحقائق الروحيَّة بعد السماء عن الارض.
و اذ طلب اليه ان يري المجتمعين مُعجزة من معجزاته , اجابهم انه سيريهم آية يونان النبي.
فطلب ان يوضع في صندوق حديدي , و يحكم اغلاقه , و يدفن في قعر نهر السين , سبعة ايام , تحت الحراسة المشددة .
اجفل المجتمعون , اولا , لخطورة العرض , لكنهم عادوا فقبلوا , عندما كتب لهم اقراراً عن عاقبة طلبه.
و بعد ان فحصته لجنة طبية ,استحضروا صندوقاً حديدياً, ونزلوه فيه, واغلقوه عليه اغلاقاً محكماً , ثم اسقطوا الصندوق الى قعر نهر السين.
و بعد مضي سبعة ايام , و امام 150 شاهدا من المهتمين بالامور النفسية , رفع الصندوق , وفتح . و اذا بالجثمان الساجي يتحرَّك , و بالوجه الواجم يبتسم.
بعد هذه المُعجزة المُذهلة , ُمنِحَ داهش شهادة العلوم النفسيَّة من قبل ” الجمعية النفسية الدولية” Société Psychique Internationale بتاريخ 6 ايار 1930 , ثم شهادة الدكتوراه من قبل ” معهد ساج” Sage Institute الأميركي في باريس, بتاريخ 22 ايار 1930.
الاديب المُعجز:
بدأ الدكتور داهش بتدوين افكاره و عواطفه من سنة 1927 ,حتى اذا بلغ اواسط العام 1933 , قد انهى تأليف كتابه الاول”اسرار الآلهة”بجزءين, وقبل تمام العام نفسه, انجز كتابه الثاني “قيثارة الألهة” بجزءين, فالثالث “ضجعة الموت”.
و ما بين 1933 و 1950 توالت مؤلفاته حسب الترتيب التاريخي التالي: القلب المحطم, الالهات الست, كلمات, جحيم الذكريات, الدهاليز, النعيم, الجحيم, بروقٌ و رعود, عواطفٌ و عواصف, ُمذكرات يسوع الناصري, نشيد الانشاد, ناقوس الاحزان او مراثي إرميا, عشتروت و أدونيس, نِبالٌ و نصال, من وحي السجن و التجريد و النفي و التشريد, اوهامٌ سرابيَّة و تخيلاتٌ ترابيَّة, الحمامة الذبيحة او شهيدة الداهشية الاولى ماجدا حداد, ابتهالاتٌ خشوعية, مُذكرات دينار.
و بين 1950 و 1983 ألّف الدكتور داهش عشرات الكتب الاخرى التي تضمُّ , في ما تضم, مجموعة”قصص غريبة و اساطير عجيبة” بأربعة اجزاء, و سلسلة “حدائق الآلهة” و “فراديس الإلاهات”في عشرين جزءاً, وسلسلة”الرحلات الداهشية حول الكرة الارضية” في اثنين و عشرين جزاً, بحيث أربت مؤلفاته على المئة و الخمسين.
و قد خاض الدكتور داهش معظم الميادين الادبيَّة, و جلّى فيها.
الرسالة الالهيَّة:
إنَّ المُعجزات التي صنعها الدكتور داهش لم تكن غاية بحدِّ ذاتها, بل وسيلة, و بكلمةٍ اصح شهادة على صحَّة الرسالة الالهيَّة التي كان الدكتور داهش يشعر بإرهاصاتها, و يرتقب بشوق عظيم ان يحققها الله على يديه, منذ حداثته, حتى اذا ما بلغ السابعة و العشرين, سنة 1936, سجل في كتابه”كلمات ” شعوره قائلاً:
” اشعر بأني احوي في اعماقي قوى روحية خفية هائلة تودُّ الإنطلاق, لتقوم بعملٍ خطيرٍ عظيم, و لكنني أكبتها الى اجلٍ معلوم. و لن يمضي غير قليل حتى تتفجَّر ينابيعها, و تجتاح في طريقها كلّ ما يعترضها من حواجزٍ و عقبات, ثم تبرز للعيان جليَّة, واضحة, لا لبس فيها و لا غموض.“
و ما ان انقضى العام المذكور حتى اثبت الدكتور داهش في كلمة استقباله للعام التالي هذا القسم العظيم:
” أُقسم بك يا خالقي, انَّه لو وجدَ ملايين
من الاغبياء المارقين, او الخونة المُماذقين,
و ملأوا طروس الارض,
لا, بل لو نقشوا حجارة هذا الكون بأسره , قائلين:
“ان رسالتي هذه غير صادقة“,
لمشيت رافع الرأس, موفور الكرامة.
و سأبقى على تبشيري و إذاعة رسالتي,
حتى تعمُّ الارض , و تنتشرُ في السماء ايضا.
و لن تثنيني البرايا بأسرها عن أدائها , يا الله,
ما دمت انت تمدُّني بقوَّتك الالهيَّة.
و هذه يميني, يا خالقي ,
ارفعها لك من اعماق قلبي
الذي لا يخفق إلاّ بذكرِ اسمك القدُّوس,
برهبة و خشوع كليّين“
و كان على الارض ان تنتظر حتى 23 آذار 1942, لتشهد تمام الحدث الجلل, اذ إن الارواح العلوية تنزَّلت,في هذا اليوم, على الدكتور داهش ,بحضور المؤمن الاول الاديب يوسف الحاج, مُعلنةً قيام الرسالة الداهشيَّة, و بدء التاريخ الداهشيّ في العالم, و ذلك في اول جلسة روحية عقدها مؤسِّس الداهشيَّة.