في عالمٍ يتَّسم بالتغيير المُستمرّ والتحدِّيات، وفي خضمِّ الفوضى والشرور التي تملأ الأرض، يظهر التحدِّي الكبير الذي يواجه الإنسان في الحفاظ على الأخلاق والقيم في مجتمعٍ سريعَ التقلُّب. ويصبح من الضروري تكثيف الجهود لبناءِ مجتمعٍ يقوم على القيم الأخلاقيَّة والنهوض بالإنسان، من خلال تعزيز الوعي الأخلاقي، والدعوة للعودة الى جوهر الدين، بعيداً عن العصبيَّات الفكرويَّة والدينيَّة. نحنُ مجموعةً من إخوةٍ فتنتهم كلمات الحقّ والحقيقة حتى أصبحت مبدأً توجيهيَّاً يبحثُ في الأخلاق وتفاعلاتها على الصعيد الشخصيّ والمُجتمعي، يشرح أهميَّة الإلتزام بها، وإنعكاس آثارها على الصعيد الإنساني، وارتباطها الإيجابي برفاهية الفرد والسلام العالمي. فالأخلاق ليست قرارات تعسُّفيَّة أو مزاجيَّة، هي حجر الزاوية في الفلسفة الأخلاقيَّة نحو عالم أكثر وعياً، تشكل الدافع الأساسي لتحسين الذات والمساهمة في تطوير المجتمع ومواجهة السقوط الأخلاقي تمهيداً لعالمٍ أكثر رحمة وعدالة، ليتردَّدُ صداه في مُختلف مجالات التفاعل البشريّ. يقول الدكتور داهش:"من العار أن تموت قبل أن تقومَ بأعمالِ الخيرِ نحو الإنسانيَّة". نحن مرآة كلماته، وانعكاس فكره الكامن وراء أفعاله وأقواله، ونظرته الثاقبة الى الأمور الروحيَّة والماديَّة على السواء. وما عمل الخير إلاَّ الإلتزام به، حُبَّاً له، يفيضُ ممَّا يختلجُ في النَّفس، فكراً ومعرفةً وتجاربَ مع الحياة، بتسخير قدراتنا على اختلافها لتعزيز الفهم العميق للفكر الداهشيّ، وفتح آفاقٍ جديدة للتأمل في الحياة والوجود. إخوةٌ وأخوات، عاهدوا الله والحبيب الإلهي بالسير قُدُماً لنشر تعاليم الهداية، غير هيَّابين من مصاعبٍ ستعترضهم في مُجريات الأحداث حول العالم، أبوا إلاَّ إكمال مسيرةٍ، بدأت بمجلَّة "بروقٌ وروعود" تلتها مجلَّة "صوتُ داهش" واليوم "نارٌ ونور"، حيثُ تخطَّت حدود الأمس وقيود الرقابة والسُّلطة الظَّالمة القاهرة، تستعرض بوضوح حريَّة التعبير المسؤولة، إيماناً منَّا بحريِّة الأفراد في مواجهة التحدِّيات والظروف الصَّعبة، ورفض الظُّلم والقمع الذي فُرِضَ عليهم، والتمرُّد على هيمنة القوَّة التي فرضتها سلطة الأنظمة البالية، وتشكّل أداةً فعّالة لتجاوز القيود التقليديَّة بإلقاء الضوء على الرأي والرأي الآخر، مما يساهم في توسيع نطاق الحوار وتحقيق التواصل الشامل. إخوةٌ وأخوات، أدباءٌ وشعراء،أصحاب فكرٍ وكلمة، نؤمن بالله واليوم الآخر، نلتزم تعاليم السماء ووصاياها، نستمدُّ من نور الهادي نوراً، نضيءُ به ديجوراً، نعمل على نشره في أصقاع الأرض، لأجل أهدافٍ سامية، تنبع من إيماننا أنَّ الخلاص جماعي، نواكبُ التحوُّلات السريعة في عالم التكنولوجيا كوسيلة للتواصل مع الآخر، نحو بناء عالم أكثر تفاعلًا وتبادلًا ثقافيًا. فإن قُيِّد لنا النجاح، فذلك من فضل الله والحبيب، وإن لم يكن، فيكفينا فخراً وعزَّةً أنَّنا حاولنا. إخوةٌ وأخوات مُتَّحدين بقوَّة البيان والمنطق، نكتبُ للحقِّ والحقيقة، نجعل من الكلمة أداةً للتغيير، تُلامس قلوب البشر وتُنير الطريق الى السماء، لتبزغُ شمس الوعي وتحطِّم قيود الظُّلم والجهل. هيئة التحرير.